إصلاح وترميم خرسانة المباني
إصلاح وترميم خرسانة المباني

( 5 تقييم )

إصلاح وترميم خرسانة المباني عمليةٌ ضروريةٌ للحفاظ على سلامة البنية التحتية وتمديد عمر المباني. تتضمن هذه العملية مجموعةً واسعةً من التقنيات والإجراءات التي تهدف إلى معالجة التلف والتشوهات في هياكل الخرسانة، سواءً كانت هذه التشوهات ناتجةً عن عوامل طبيعية كالرطوبة والتآكل أو عوامل بشرية كسوء التصميم أو أعمال البناء غير السليمة.

أسباب تلف خرسانة المباني

أسباب تلف الخرسانة متعددة ومتشابكة، ويمكن تصنيفها بشكل عام إلى أسباب فيزيائية وكيميائية وبيولوجية.

الأسباب الفيزيائية

  • التجمد والذوبان المتكرر: تتسبب دورات التجمد والذوبان المتكررة في الماء الموجود داخل مسام الخرسانة في زيادة الضغط الداخلي، مما يؤدي إلى تشقق الخرسانة وتلفها، خاصة في المناخات الباردة.
  • انكماش الخرسانة: يحدث انكماش الخرسانة نتيجة فقدان الرطوبة بعد الصب، مما قد يؤدي إلى تشققها وتكوين شروخ دقيقة. يعتمد حجم الانكماش على نوع الأسمنت ونسبة الماء إلى الأسمنت و الظروف البيئية.
  • التحميل الزائد: تعرض الخرسانة لأحمال تفوق قدرتها على التحمل يؤدي إلى تشققها وانهيارها. هذا يشمل الأحمال الساكنة والديناميكية.
  • تأثيرات الصدمات والاهتزازات: تتعرض الخرسانة في بعض الأحيان لصدمات قوية أو اهتزازات مستمرة، خاصة في المواقع القريبة من الطرق السريعة أو خطوط السكك الحديدية، مما قد يؤدي إلى تشققها وتلفها.
  • التآكل من المياه الجارية: تعرض الخرسانة المستمر لتدفق المياه، خاصة المياه الحمضية أو المالحة، يؤدي إلى تآكلها وغسل مكوناتها، مما يقلل من قوتها ومتانتها.

الأسباب الكيميائية

  • تأثير الكبريتات: تتفاعل الكبريتات الموجودة في بعض أنواع التربة والمياه مع مكونات الخرسانة، مما يؤدي إلى تكوين مركبات جديدة تزيد حجمها وتسبب تشقق الخرسانة وتلفها.
  • تأثير الكلوريدات: تسبب الكلوريدات الموجودة في مياه البحر وبعض أنواع الأملاح تآكل حديد التسليح في الخرسانة، مما يؤدي إلى الصدأ وتشقق الخرسانة.
  • التفاعلات القلوية: بعض أنواع الركام (الحصى والرمل) تتفاعل مع القلويات الموجودة في الأسمنت، مما يؤدي إلى انتفاخ الخرسانة وتشققها.
  • التلوث بالمواد الكيميائية: تعرض الخرسانة لبعض المواد الكيميائية، مثل الأحماض والقلويات القوية، يؤدي إلى تآكلها وتلفها.

الأسباب البيولوجية

  • نمو الجذور: نمو جذور النباتات داخل تشققات الخرسانة يزيد من الضغط عليها ويساهم في زيادة حجم الشروخ.
  • الكائنات الحية الدقيقة: بعض أنواع البكتيريا والفطريات تتغذى على مكونات الخرسانة، مما يؤدي إلى تآكلها وتلفها.

يجب مراعاة هذه الأسباب عند تصميم وبناء المنشآت الخرسانية لمنع تلفها وضمان متانتها و عمرها الافتراضي.

إصلاح وترميم خرسانة المباني

إصلاح وترميم الخرسانة المباني

إصلاح وترميم الخرسانة عملية مهمة للحفاظ على سلامة البنية وجماليتها. تختلف طرق الإصلاح باختلاف حجم وسبب التشقق، لذا من الضروري تحديد المشكلة بدقة قبل البدء بأي عملية إصلاح.

أولاً: تحديد نوع التشقق وسببه:

  • تشققات شعرية: تشققات صغيرة جداً، غالباً ما تكون سطحية ولا تؤثر على سلامة البنية. يمكن إصلاحها بطلاء خاص.
  • تشققات متوسطة: تشققات أكبر حجماً، قد تتطلب تنظيفاً عميقاً وتعبئة بالمواد اللاصقة المناسبة.
  • تشققات كبيرة: تشققات واسعة وعميقة، قد تشير إلى مشكلة هيكلية خطيرة. تتطلب هذه التشققات تدخلاً هندسياً متخصصاً وقد تحتاج إلى هدم وإعادة بناء الجزء المتضرر.

ثانياً: خطوات إصلاح التشققات:

  • التنظيف: تنظيف التشقق جيداً من الغبار والأوساخ والحطام باستخدام فرشاة سلكية أو أداة مناسبة. يجب التأكد من إزالة أي مواد ضعيفة أو متفتتة.
  • التوسيع (إن لزم الأمر): في حالة التشققات المتوسطة والكبيرة، قد يكون من الضروري توسيع التشقق قليلاً باستخدام مثقاب أو أداة حادة لضمان التصاق أفضل للمادة المعبئة.
  • التجفيف: تجفيف التشقق جيداً قبل وضع أي مادة لاصقة. يمكن استخدام مجفف شعر أو تركه ليجف طبيعياً.
  • التعبئة: استخدام مادة لاصقة مناسبة لحجم وسبب التشقق. تتوفر العديد من المواد اللاصقة في السوق، مثل الإيبوكسي والبولي يوريثان والأسمنت الخاص. يجب اختيار المادة المناسبة حسب نوع الخرسانة وظروف العمل.
  • التسوية: تسوية المادة اللاصقة بعناية باستخدام ملعقة أو أداة مناسبة. يجب التأكد من أن المادة اللاصقة تمتلئ تماماً داخل التشقق.
  • التجفيف: ترك المادة اللاصقة تجف تماماً وفقاً لتعليمات الشركة المصنعة.
  • التشطيب: بعد جفاف المادة اللاصقة، يمكن طلاء المنطقة المصلحة بطلاء خاص يتناسب مع لون الخرسانة.

ملاحظة هامة: في حالة التشققات الكبيرة أو التي تشير إلى مشكلة هيكلية، من الضروري استشارة مهندس متخصص لتقييم الحالة واتخاذ الإجراءات اللازمة.

إصلاح وترميم خرسانة المباني

معالجة التسربات في الخرسانة

  • إصلاح التشققات: يتضمن تنظيف التشقق جيداً، وحقنه بمادة مانعة للتسرب مناسبة، وإصلاح السطح الخارجي لتوفير حماية إضافية.
  • حقن الخرسانة: تُستخدم هذه الطريقة لمعالجة التسربات من خلال حقن مواد مانعة للتسرب في التشققات والشروخ تحت ضغط.
  • إضافة طبقة عزل مائي: تُستخدم مواد العزل المائي المختلفة مثل الإيبوكسي أو البوليمر أو الأسمنت المقاوم للماء لتوفير طبقة عازلة تحمي الخرسانة من تسرب المياه.
  • استخدام مواد إصلاح الخرسانة: هناك مواد خاصة لإصلاح وترميم الخرسانة المتضررة، وتُستخدم حسب نوع الضرر وشدته.
  • إجراءات وقائية: تُعتبر الوقاية خير من العلاج، وتشمل استخدام مواد خام عالية الجودة، والالتزام بالمعايير الهندسية الصحيحة خلال عملية البناء، وتوفير حماية مناسبة لترميم الخرسانة من العوامل الجوية.

تقوية خرسانة المباني

تعتمد تقنيات تقوية وترميم الخرسانة على عدة عوامل، منها نوع الضرر، ودرجة الضرر، و نوع الخرسانة المستخدمة في البناء. و من أهم هذه التقنيات:

  • إصلاح الشروخ الصغيرة: إذا كانت هناك شروخ أو ثقوب صغيرة في الخرسانة، ننظفها جيداً ونضع خرسانة جديدة قوية في المكان المتضرر. يجب أن تلتصق الخرسانة الجديدة بالقديمة بشكل جيد.
  • استخدام أشرطة قوية: نلصق أشرطة قوية مصنوعة من الكربون على الخرسانة لجعلها أقوى وأكثر قدرة على تحمل الوزن. هذه الطريقة مفيدة جداً لتعزيز الأعمدة والمساند.
  • ملء الشروخ الكبيرة: إذا كانت هناك شروخ كبيرة أو فراغات داخل الخرسانة، نحقن مادة لاصقة خاصة داخل الشروخ لملئها وجعل الخرسانة متماسكة مرة أخرى.
  • وضع جسور خرسانية: إذا كان هناك ضرر كبير في أجزاء الخرسانة المهمة، يستخدم المهندسون جسورًا خرسانية إضافية لدعمها وجعلها أقوى.
  • الخرسانة مع قضبان حديد: هذه طريقة شائعة وفعالة. نضع قضبان حديدية داخل الخرسانة لجعلها أقوى وتتحمل الضغط والشد.

قبل البدء بأي عملية تقوية، يجب إجراء فحص دقيق للهيكل الخرساني لتحديد نوع و حجم الضرر، و اختيار الطريقة المناسبة لتقويته. يجب أن يقوم بذلك مهندسون متخصصون ذوو خبرة لضمان سلامة وفعالية عملية التقوية.